لا أدري لماذا خطرت ببالي مقولة السفاح "هتلر" عندما أبرق الى حاكم باريس الذي ارسله للمدينة مع قرار صارم بإحراقها عند دخول الحلفاء لتحريرها، فسأله بعد هجوم الحلفاء "هل باريس تحترق"، وليس لنا إلا القول إن الجنرال رفض الانصياع لأمر رئيسه وحافظ على باريس إيمانا منه بعظمة تاريخها وحرصا على ان لا يلعنه التاريخ لتدميره عروسة العواصم الاوربية.
ومنذ شهور ووسائل الأعلام المختلفة تنقل لنا صور وأخبار الحرائق المشتعلة في البلاد، اذ احترقت المزروعات والأسواق والدوائر والمؤسسات وكثير من المرافق المهمة في البلاد، ويندر أن يمر يوم دون أن نسمع بحريق حدث في هذه المدينة أو تلك، أما من يقف خلفها أو المسبب في إحراقها فهذا أمر لا يعلمه إلا الراسخون في الأمن، وأصحاب الرايات السود الذين أغرقوا العراق في متاهات لم يمر بمثلها طيلة تاريخه، ويقف هولاكو أمامها ضاحكا حيث جاء من بعده اناس أحرقوا الزرع والضرع وأماتوا الحرث والنسل لا لشيء إلا لإخراج العراق من دائرة الدول المستقرة، وتحويل حياة شعبه إلى جحيم.
ليس من باب النيل من الحكومة العراقية، أن يتساءل المواطن عن الدوافع والاسباب والجهات الواقفة وراء هذا التدمير المبرمج لاقتصاديات البلاد، فهل هي حوادث عارضة سببها كما يردد المسؤولون تماس كهربائي أو بفعل ارتفاع درجات الحرارة أم إن هناك جهات فاعلة لها أجنداتها وارتباطاتها الخارجية، أو حوادث نجمت عن صراعات مناطقية أو عشائرية، ام هي عصابات إجرامية تعيث في الأرض فسادا، أو شياطين نزلت من السماء لتحرق أملاك هؤلاء المساكين.
بيانات الحكومة تقول التحقيقات جارية لكن لم نسمع عن صدور تقرير عما وصلت اليه التحقيقات تلك، ويبدو أن هذه اللجان ملفاتها تركن في الأدراج والرفوف العالية، بانتظار حادث جديد ينسي الناس الحادث الأول.
تبسم سوادي الناطور بغيظ مكتوم وقال: هاي سالفة ما تخلص من الالفين وثلاثة لليوم ألف قضية صارت وطمطموها الربع وضاعت مثل ما ضاعن الـﮔبلها وعلى هالرنه جابونه لجان وتحقيقات وماكو قبض، وين قضية جسر الايمة وين تفجير الكرادة وين سبايكر وين بيع الموصل وين ملفات الفساد، الجماعة بس سوالف وتصريحات كلهم ضد الفساد، وكلهم بالحكومة وهمه ضد الحكومة ويلوموها لأن فشلت بكل شغلاتها، وما ندري ياهو بالحكومة وياهو ضد الحكومة، ومني الحكومة ويا هي المعارضة، وصايره خيطي بيطي، وتيسي فيسي!!